بسم اللّه الرحمن الرحیم و الصلاة و السلام علی نبیّنا محمد و آله الغر المیامین و بعد فلقد استقرّ فی أحد إدراج مکتبتی من زمن تراخی، کثیر من استفتاءات المرجع الأعلی الإمام الخوئی- مد اللّه ظله الوارف- التی کانت تتناقلها أیدی الطلبة و أهل العلم فی لبنان. و قد ألحت علیّ نفسی بجمعها فی کتاب و کثر إلحاحها، و لکن حال بینها و بین ما تبغی هم دراستین، و انهماک ببحث منذ سنتین حول الرسم القرآنی و اللهجات العربیة و أثرهما فی نشأة القراءات القرآنیة الصحیحة و الشاذة. و إنی و ایم الحق، سررت بأن ینهد لهذا العمل الشریف أخ کریم و کفو مؤمن رصین، فجمع فأوعی، و بحث و نقّب، و ألف و رتّب. و هذه الاستفتاءات تحکی هواجس الناس و مسائل ابتلائهم و تجیب عنها بعبارة تعین المکلف علی الفهم فیستعین. و لعلّ أکثر هذه الأسئلة تدور علی موارد مخصوصة تصلح أن تکون نماذج لقواعد الرسالة العملیة و أمثلة لها. و من هنا یتشکل لها التمیز و الفرادة. فالعامی یفهم المصادیق و لکن ذهنه لا یتحمل تجرید الحقائق و تطبیق المفاهیم، و العالم قد یشک فی انطباق القاعدة الفلانیة علی هذا المثال أو ذاک الشاهد. و فی هذه الاستفتاءات لکلیهما إن شاء اللّه تعالی- ریّ عطش و شفاء غلیل. ثم إن فیها من المستحدثات کثیر، فطالما استفهم فیها عن شرعیة هذا