responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 177

الإسلاميّة، باعتبار أنّها ذُكرت نموذجاً كإجابة للوجل حول بقاء الدين الذي استعرض في مطلع سورة الكهف، إنَّما ذكر هذا أنموذجاً إيجابياً وضمانة ثالثة لبقاء الدين في هذه الأمّة الإسلاميّة، وفي هذا العصر أيضاً هذه السُنّة الإلهية ليست سُنّة خاصّة بحقبة النبيّ موسى إلى أمّتنا هذه، بل كانت من عهد آدم إلى يومنا هذا، لأنَّه كما مرَّ بنا أنَّ الله عز وجل جعل إبراهيم إماماً وجعل من ذرّيته أئمّة كيعقوب وإسحاق ونسل إسماعيل‌(آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء: 54)، كما تحدّثنا بذلك سورة النساء، ولكن لم يكن له في الظاهر مُلك مكشوف، أو ولاية مكشوفة، ولم يحدّثنا أيّ مصدر تاريخي عن ذلك، لكن مع ذلك فالنبيّ إبراهيم عليه السلام قد أنجز العجائب، حوَّل أكثر مجتمعات الشرق الأوسط من عبدة أوثان أو كواكب أو نيران وغيرها إلى الملّة الحنيفية، فتغيير مجتمعات لاسيّما في عقيدتهم أمر ليس يسيراً كما مرَّ، فلم يكن عمله عملًا فردياً، وإنَّما هو عمل ضمن نظام وجهاز إلهي كما تحدّثنا بذلك روايات الفريقين من التقاء النبيّ إبراهيم بالأبدال وشبكة الأوتاد وما شابه ذلك كأعوان ووزراء له، وكذلك بنوه الذين وصفوا بأنَّهم أئمّة واوتوا الملك العظيم، فهو جهاز بشري حكومي مؤسّس من قبل ربّ العالمين يقوم بنظم معيّنة وطبق خطط تتجاوز التخطيط البشري إلى آفاق بوسع حدود علم الله‌(أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك: 14)، علم الله الذي لا تخفى عليه خافية في السماء ولا في الأرض ولا أكبر من ذلك ولا أصغر،(ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ) (الأنعام: 38)،(وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (يس: 12)، وتداعيات كلّ دور وكلّ حدث‌

اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست