responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث حول النبوات المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 128

فالنبي (ص) موسى (ع) كانت عليه بردة من صوف مرقعة ومعه عصاه ويدخل على فرعون الفراعنة(اذْهَبْ إِلى‌ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى‌) وذلك ليزيد شدة الامتحان على فرعون ومن معه، ولو أراد الله أن يسهل عليه الامتحان لأرسل إليه غير ذلك، فهو تعالى يستهدف ان يصعب عليه الامتحان بهذه الطريقة.

ففي تلك الخطبة عنه ( (ع)):

«ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون على فرعون، وعليهما مدارع الصوف، وبأيديهما العصى، فشرطا له- إن أسلم- بقاء ملكه، ودوام عزه. فقال: ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك، وهما بما ترون من حال الفقر والذل، فهلا القي عليهما أساورة من ذهب؟ إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه!» [1].

ويبين ذلك بشكل لطيف بقوله (لتمحض النظر إلى الله لا إلى الواسطة)، وكذلك من الحال في أدم خلقه من طين وصلصال وحمأ مسنون ليزيد شدة الامتحان على إبليس بل حتى على الملائكة، ولكي يتخاضع المخلوق إلى خالقه، ولا يظن المخلوق انه يعي الحقيقة كاملة كربه، والله هو الذي يعلم الحقائق التي تخفى على المخلوقين‌(أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ) فلا يدعي فيلسوف أو عارف غيرهم انه لا يوجد شي‌ء غائب عنه فإذا كان كذلك فهو محيط بكل شي‌ء


[1] نهج البلاغة.

اسم الکتاب : مباحث حول النبوات المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست