فلاحظ كم
يؤكد وينبه إلى اهمية فهم ودراية متن ومعنى الحديث وفقه مضمونه.
وكذلك
لاحظ قوله تعالى الراسم لخريطة العلم والتعلم للوحي:(فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي
الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ
يَحْذَرُونَ)[2]، فبعد ذكره النفر إلى المعصوم أكد تعالى على
فهم كلام الوحي ومعرفة منظومة تركيب معانيه وحقايقه بقوله ليتفقهوا.
ومن ثم
ورد متواتراً أن أعظم ميزان لدراسة الحديث والرواية ليس هو الطريق للخبر والسند
للرواية، بل الميزان والمعيار هو عرضه على الكتاب والسنة، اي محكمات الكتاب
ومحكمات السنة القطعية.
وهذا
العرض ليس دراسة لوثاقة الرواة في سلسلة السند ولا دراية لأحوال رواة الرواية بل
هو عرض لقوالب معاني الحديث على قوالب معاني الكتاب والسنة ومقارنة أطر المضمون
لمضامين الثقلين ودراية لمتن الحديث.
فعلم الدراية
على نمطين: نمط لدراية الطريق وسند الرواية والحديث ونمط لدراية المتن ومضمون
ومدلول ومعنى الرواية والمروي.