responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 92

التفاؤل المعاكس- المذموم-

ليس التفاؤل على إطلاقه ممدوح، فهناك مواطن يذم فيها التفاؤل وَهِيَ المواطن الَّتِي ينبغي فيها الحذر والخوف مِنْ سخطه تَعَالَى مثلًا ونحوها، فينبغي التعرف على تلك المواطن وهو أمر بالغ الأهمية، فإن مواضع العفو والرحمة تغاير مواضع النكال والنقمة الإلهية، وهي مواقع تكوينية لايمكن أن يمتزج بعضها بالبعض الآخر- كما في دعاء الافتتاح-: «أيقنت أنك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة ...» [1]، فينبغي أن يعرف المؤمن مواطن الرضا والغضب الإلهي، فيتجنب ما يسبب غضبه ويطلب موضع عفوه ورحمته.

فهناك تفاؤل مذموم؛ لأنه في غير محله، قال تعالى:(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [2]، بل القرآن في موطن سخرية من البعض الآخر؛ لأنه يتفاءل بغمام سيمطره بالعذاب، قال تعالى:(فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) [3]

والقرآن الكريم ينقل لنا صور من حزن وجزع يعقوب (ع)، أنه حركة


[1] مصباح المتهجد: 338.

[2] سورة آل عمران: الآية 188.

[3] سورة الاحقاف: الآية 24.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست