اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 455
113.
عمارة البيوت المقدّسة: بما أنّ عمارة البيت الحرام متولّدة من وجوب زيارته، فإنّ
تعاهد المساجد المكرّمة و المشاهد المشرّفة تتوّلد منه ضرورة عمارتها، بل إنّ علي
الوالي إجبارهم إذا تركوا الحجّ، ففي صحيح الفضلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: «... و لو تركوا زيارة النّبي لكان علي الوالي أن يجبرهم علي ذلك، أو علي
المقام عنده، فإن لم يكن لهم أموال أنفقت عليهم من بيت مال المسلمين.»
[1]
إنّ هذه
البيوت رفعها الله و أوجب بذلك علي المؤمنين رفعها، و أن يذكر فيها اسمه، فهذا
تشعير لها لجعلها مشاعر مقدبسة، ثمّ قال بعد ذلك: يسبّح له فيها، أي: التسبيح جاء
بعد مفروغيّة رفعها (تشعيرها و تقديسها)، و أنّ لازم رفعها و تعظيمها القنوت و
الإخبات و الضعة و التواضع فيها.
115.
الزيارة و الجوار جهاد: كما في رواية عن الحسن بن العباس بن الجريش، عن أبي جعفر
الثاني عليه السلام في حديث طويل في شأن (إنا
أنزلناه)، قال عليه السلام: «و لا أعلم في هذا الزمان جهادا إلّا الحجّ و
العمرة و الجوار» [3] و مفادها
تنزيل الجوار للمشاهد المشرّفة منزل الجهاد.
و لكن
بنظرة أخري و بفهم أعمق، و لما قرّر في العلوم الروحيّة و علوم
[1] الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة:
ج 11، ص 24.