في الحقّ المختلط بالباطل و الوهم و السراب، لأنّ هذا يؤديّ إلي أنّ أيّ شي‌ء يساوي أيّ شي‌ء.

الوفاء مع أهل الغدر غدر عند الله‌

66. إنّ غدر العدو أذا قوبل بسلميّة و بوداعة و حسن ظنّ فهو غدر عند الله، فيصبح المؤمن- المغدور- غادرا عند الله، لأنّه أحسن الظنّ بأهل الغدر، فتخطط لمواجهة غدر ه من حيث هو غادر و قد ظهرت منه بوادر الغدر، و هذا أصل عظيم في التعاطي مع تحايل العدو و خدعه و مراوغته.

نظرية تخادم القواعد

67. لا شكّ في أنّ بين جميع القواعد الدينيّة تعاون بترابط منظومي نظامي متّصل و متواصل بين القواعد كلحقات في سلسلة و سلاسل و طبقات، كنظام الولاية للمحكمات.

و كمثال للتخادم: فإنّ قاعدة الرعاية و قاعدة الإعداد أحداهما أكبر من الأخري من جهة، فقاعدة الرعاية المستقاة من قول النبّي صلي الله عليه و اله: «كلّكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيته» [1] تمنهج و تمنطق قاعدة إعداد القوّة المأخوذة من قوله تعالي:(وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [2] من جهة أنّ الإعداد يحتاج إلي رعاية، فليس الإعداد كيفما اتّفق، و ليس هو بشكل عشوائي ينفرط و ينفلت فيه الأمر، فيمكن للمؤمنين في الساحات العلميّة أو العمليّة أن يمازجوا و يزاوجوا بين القواعد لاستيضاح بعض التكاليف و الواجبات، أو لاستكشاف تكاليف جديدة.

[1] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج 72، ص 38.

[2] الأنفال: اية 60.