اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 226
متانة
الدِّين وسماحة الشَّريعة:
في حين
يقول رسول الله (ص): «إنَّ هَذا الدِّين متين فأوغلوا فيه برفق»
[1].
يقول أيضاً:
«بعثت بالحنيفية السمحة السهلة البيضاء» [2].
فالدِّين
وسيع ومتين والشَّريعة سمحة سهلة لينة، وهي مِنْ الدِّين، وَهَذا مِنْ اصعب الصعاب
الذي حارت فيه الألباب، فإنَّ التوفيق بين ما هُوَ ثابت ومتين وبين ما هُوَ سهل
لين هين غَير ممكن في نظر المتدينيين، ولكن المعصوم (ع) لديه القُدرة في الجمع بين
الأمرين، وهاتين الكلمتين- الحديثين- مِنْ رسول الله (ص) مِنْ جوامع الكلم وَمِنْ
القواعد الأساسية الَّتِي بنى عليها أهل العلم الكثير مِنْ القواعد، وإنْ كَانَ
صعب عليهم تطبيقها.
وَهَذا
منطبق عَلَى ما نُريده فإنَّ الآلية يجب أنْ تكون سهلة سمحة فالمؤمن ينبغي أنْ
ينتقي الآلية النافعة السهلة ما دامت الآليات المُباحة كثيرة، وهذهِ الاستراتيجية
في الآلية يوضحها النَّبي (ص) في حديث آخر حَيْثُ يقول (ص): «إنَّ الرفق لَمْ يوضع
عَلَى شيء إلّا زانه وما نزع من شيء إلّا شانه» [3].
فالليونة
والسهولة في الآلية تعني التغيّر، وتغيُّر الآلية لا يعني تغيُّر الدِّين الثابت،
ولكن آلية الوصول إليه مُتغيرة في رحاب الأُفق الوسيع مِنْ طبيعة البيئات المخلوقة
له تعالى.