اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 174
إذاعتها
أو كتمانها فكأنَّ الآية تُعطي قاعدة مُهمة وجديدة للفرد المؤمن وللمجتمع ككل وهي
«إنَّ الأصل في مستجدات الأُمور المتعلقة بالوضع العام هُوَ إرجاعها إلى أولي
الأمر المعصومين (عليهم السلام)، قَالَ تعالى:(وَ
إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَ لَوْ
رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ
الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)» [1].
فإذن
الأصل هُوَ الحذر والتثبّت واليقظة، والبصيرة فِي معرفة أنها مِنْ أيّ نوع.
تقية
الكتمان مراتب ودرجات:
وَرَدَت
روايات تُبيِّن مدى العقوبة الَّتِي تنال المذيع للسر، فما معنى السّر، وما معنى
إذاعته؟ قبل أنْ نبدأ لابدَّ أنْ نُبيِّن أنَّ تقية الكتمان عَلَى درجات:
1) قَالَ
أبو عبدالله (ع): «إنِّي لأحدث الرَّجُل الحديث فينطلق فيحدث به عني كَمَا سمعه
فاستحل به لعنه والبراءة منه» [2].
وَهَذا
يُشير إلى أنَّ الكتمان واجب عَلَى مِنْ يحدّثُه الإمام (ع) في (لفظ الحديث)
حَيْثُ يكون أصل لفظ الحديث واجب الكتمان، وهُناك أحاديث وَرَدَت في كتمان تأويل
الحديث وإنْ كَانَ نصُّ ولفظُ الحديث غَير واجب الكتمان، كَمَا عَنْ ابن مسكان
قَالَ سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: «قوم يزعمون أنِّي إمامهم، والله ما أنا لهم
بإمام، لعنهم الله كُلّما سترت ستراً هتكوه، أقول كذا وكذا، فيقولون: إنَّما يعني
كذا وكذا، إنَّما أنا إمام مَنْ