responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 153

موسى عليه السلام حلس البيوت‌

وقد روي الكافي مرفوعة علي بن عيسى قال: «إنَّ موسى (ع) ناجاه الله تعالى فقال الله في مناجاته يا موسى ... وكن خلق الثياب جديد القلب تخفى على أهل الأرض وتعرف في أهل السماء حلس البيوت مصباح الليل ... يا موسى كن إمامهم- العباد- في صلاتهم وإمامهم فيما يتشاجرون واحكم بينهم بما أنزلت عليك فقد أنزلت حكماً بيناً وبرهاناً نيراً ونوراً ينطق» [1].

في الحديث القدسي يأمر الله عَزَّ وَجَلَّ موسى بأن يكون حلساً من أحلاس البيوت، ومع ذلك فإنه لم يناف الأمر بإقامة الحكم الإلهي بين الناس وإقامة التوراة، مما يدلل على أن المراد الحقيقي والصحيح من الحلس هو السرية والخفاء في الإقامة في بيت مشروع الحق والثبات على النهج الصحيح وعدم الانجرار مع كل اتجاه وكل راية مرفوعة، بل الأمر بالحلس والخفاء في البيوت في حين الأمر بقيادة الناس وهو قمة النشاط والدور الفاعل ورفع الفتنة والنزاع بين البشر، وبذلك يظهر جلياً أن الأمر ب (كن حلساً من أحلاس بيتك) هو الخفاء والسرية في مواجهة العدو في حين الإقامة في بيت كيان الحق وليس أمراً ودعوى إلى الجمود والسكون والوهن والضعف والاستضعاف والتفرج للأحداث من دون الخوض في إدارة إصلاحها.


[1] الكافي: المجلد 8، 42، وفي امالي الصدوق مسندة بسند محسن عن عبدالله بن سنان المجلس 77، ح 602: 6.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست