responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 116

المسلك الجبري أنواع وأنماط:

المسلك الجبري عَلَى أنواع وأنماط فنمط يلغي كُلّ الخيارات وَهُوَ المسلك المُتشدِّد في الجبرية، فإنَّه يلغي كُلّ خيار لله ولعبده كما هُوَ الحال في المسلك اليهودي الذي يقول أنَّه جفّ القلم، فإذا جفّ القلم فلا خيار لأحد، وكأنّهم اقتطعوا الآية القُرآنية وهي قوله تعالى:(خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‌ عَلَى الْعَرْشِ) [1]. ولم يكملوا، والحال أنَّ الآية بيّنت (أنَّه استوى عَلَى العرش بَعْدَ نهاية خلق السموات والأرض وما بينهما ولم يكن استواؤه عَلَى العرش مِنْ جفاف القلم)، بلْ في الآية تتمة تقول:(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) [2] والاستواء عَلَى العرش يراد مِنْهُ استعلاءه وسيطرته عَلَى كُلّ شي‌ء وأنَّ قدرته سواء عَلَى كُلّ الأُمُور لَيْسَ شي‌ء أسهل وآخر أصعب، بَلْ كُلّ مقهورة ومنقادة لَهُ تَعَالَى فالاستواء لا يعني الثبات، أو يكون هُناك فِي الجملة ثبات ولكن الثبات لا يعني جفاف للقلم وعدم التدبير وعدم التغيّر، بلْ هُناك ثابت بلحاظأصل وجوده إلَّا أنَّهُ بلحاظ مشخصاته وملابساته قابل للتغير بإذن الله الذي يدبر الأمر ويفصل الآيات.

الجبرية الصوفية:

وَهَذا ما وقع فيه بعض الصوفية مِنْ القول بالجبر مِنْ حَيْثَ لا يشعرون، وذلك أنَّهم وإنْ لمْ يقولوا في كلامهم إنَّ يد الله مغلولة ولم يصرّحوا ولم ينسبوا العجز للإنسان لكنهم قالوا بضرورة التعجيز للإنسان،-


[1] سورة يونس: الآية 3.

[2] سورة يونس: الآية 3.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست