responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 115

اللوح الثابت عِنْدَ الله- ولعلَّ هَذا في نظرهم قمّة الطاعة والتوحيد- ولذلك حينما قال لهم موسى:(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) [1] قالوا:(قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) [2].

وبملاحظة الآيات في سورة البقرة مِنْ آية 67 إلى آية 70 أنَّهم كرّروا كلمة يُبيّن ثلاث مرات إشارة إلى إرادتهم الأمر المُضيّق لحسبانهم أنْ لا فُسحة في الحركة والحراك والأُمور كُلّها مُعيّنة مُسبقاً مِنْ دون تغيير، هَذا هُوَ السُّؤال المذموم الذي يبتغي منه تضييق دائرة الأفعال والتدبير.

لأنَّ اللوح الذي كتبه الله- بحسب زعمهم- لوح ثابت فيه العناوين محدّدة وثابتة وجزئية، والبقرة عنوان كلي ولذلك أخذوا يتشدّدون ويتشدّدون حتّى انحصرت في مصداق واحد، فذبحوها وما كادوا يفعلون.

وعَلَى الضدّ تماماً مِنْ هَذا المنهج أو المسلك الضيّق المُضيّق، ترى سَيِّد الشُّهَداء رغم أنَّه أخبر بحدث مُشخّص وبضيق بواقعة جزئية ومصداق مُحدّد، لكنَّهُ مَعَ ذلك يبتغي ما هُوَ أوسع ورغم أنَّه أخبر أنَّه مقتول مسلوب في أرض كربلاء، إلّا أنَّه يبتغي ويطلب أوسع مِنْ ذلك، فَهُوَ لا يبخل كريماً ولا يُضيق واسعاً، قال الله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) [3]، والحسين (ع) أخبر أيضاً بحادثة متعيّنة مِنْ النَّبي (ص) وَمِنْ وحي السماء، ومَعَ ذلك فإنَّه (ع) تحرّك وسعى أنْ يوسع الجزئي ويوسّع (عليهما السلام) العنوان الضيّق- وَهُوَ القتل في كربلاء- إلى خيارات أكثر ولو في ضمن العنوان الضيق.


[1] سورة البقرة: الآية 67.

[2] سورة البقرة: الآية 70.

[3] سورة البقرة: الآية 115.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست