responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 113

المَعْلَمُ الجبري مِنْ جديد

غُلّت أيديهم:

نعود إلى قضية المَعْلَم الجبري اليهودي وبيانها بشي‌ء مِنْ البسط، فقضية المَعْلَم الجبري الذي سلكه اليهود في فكرهم العقدي، والذي يرى أنَّ يد الله مغلولة- وَهُوَ أيضاً مِنْ مبتنيات مدارس جبرية عديدة جميعها ترى أنَّ يد الله مغلولة مَعَ تفاوت في الدرجات- حَيْثَ يرون أنَّ الله كتب ما كَانَ وما يكون، فلا تغيّر ولا تبدل فهم قائلون بالجمود وبالثبات وعدم التغيّر في شي‌ء؛ لأنَّه لا معنى للتغيّر ولعلَّهم ذهبوا لذلك لأنَّ التغيير يكون مِنْ الجهل، فمثلًا الإنسان لمْ يكن يعلم بأمر، فيتخذ قراراً ثمَّ يطرأ له علم بعدم وجود مصلحة في قراره فيتراجع ويغيّر قراره، أمَّا رب الأرباب الحكيم العليم المُحيط بكُلِّ شي‌ء فلا جهل فِي ساحته، إذنْ فلا تغيّر ولا تبدّل، بَلْ لا معنى للتغير والتبدّل.

فنسبة التبديل والتغير إلى الله يعني نسف كمال العلم الإلهي فَمِنْ أجل التوحيد الخالص يجب عدم التفكير في التغيير، وقدْ وقع في ذلك الكثير مِنْ المدارس الكلامية كالأشعرية [1] وبعض العُرفاء والصوفية.


[1] فِي كتاب الإبانة عَنْ أصول الديانة- ص 20- قَالَ أبو الحسن الأشعري: «لا خالق إلَّا الله». وأنَّ أعمال العباد مخلوقة لله مقدرة كَمَا قَالَ: «وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ» (الصافات: 96) وأنَّ العباد لا يقدرون أنْ يخلقوا شيئاً وَهُمْ يُخلقون، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:( «هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ») (فاطر: 3).

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست