responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 112

والنصر الإلهي، حَيْثَ أنَّ المُسْلمين انهزموا في تلك الواقعة بسبب إعجابهم بكثرتهم، حَيْثَ يظهر لنا كيف أنَّ الإعجاب ببعض المقادير والأوضاع المادّية كالكثرة والثقّة بها يؤدِّي إلى ضعف الحذر وقلّة الخوف وعدم اليقظة وقلّة التأهب وضعف الالتجاء إليه تعالى أيّ ضعف التوكُّل عليه وازدياد التوكُّل عَلَى أوضاع القدر وَهُوَ تواكل عَنْ النشاط لو اعتمد عليها الإنسان دون المشيئة الإلهية.

وفي المقابل إنَّ هذهِ الكثرة لمْ تغرِ أصحاب النفوس العالية وأصحاب الهمم المُتعالية وتدعوهم إلى الفتور والتواكل، بلْ كانوا في قمّة اليقظة والترقُّب لمفاجئات التغيير في القدر والمقادير ورفع إبرام القضاء ممّا يدعوهم إلى قمة الحراك والنشاط والاستعداد للمفاجئات توكّلًا عَلَى الله وحذراً مِنْ سعة المشيئة الإلهية، ففي تلك المعركة حين انهزم المُسْلِمُون رؤي رسول الله (ص) شاهراً سيفه يشدّ العزائم والوصي عليّ (ع) بين يديه يكرّ عَلَى القوم، وقدْ صاح النَّبي (ص) بالعباس لأجل أنْ يُنادي المُسْلمين.

فهُنا مشهدان مشهد الهزيمة والتواكُل مِنْ قبل المهاجرين والأنصار، بسبب الاعتماد الكامل عَلَى الأسباب الطبيعية، إلّا قلّة مِنْ الخاصَّة وبني هاشم، يقابله مشهد للخوف مِنْ سعة المشيئة والتوكُّل عَلَى الله والعزيمة والإصرار يرسمه لنا النَّبي (ص) والوصي (ع).

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست