قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُحِبُّ أَنْ تُعَلِّمَنِي (مِنْ) هَذَا الْقُرْآنِ، الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكَ تَشْرَحْ لِي سُنَّتَكَ، وَ شَرَائِعَكَ، لِأُصَلِّي بِصَلَاتِكَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يَا أَبَا الْحَسَنِ، ضُمَّهُ إِلَيْكَ وَ عَلِّمْهُ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام): فَعَلَّمْتُهُ «فَاتِحَةَ الْكِتَابِ» وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ «وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وَ آيَةَ «الْكُرْسِيِّ» وَ آيَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ «وَ الْأَنْعَامِ» وَ الْأَعْرَافِ، وَ الْأَنْفَالِ، وَ ثَلَاثِينَ سُورَةً مِنَ الْآيَاتِ الْمُفَصَّلَاتِ.
قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ غَابَ فَلَمْ يَرْوِهِ إِلَّا يَوْمَ صِفِّينَ.
فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْهَرِيرِ نَادَاهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَيْكَ السَّلَامُ اكْشِفْ عَنْ رَأْسِكَ فَإِنِّي أَجِدُهُ فِي الْكُتُبِ أصلعا [أَصْلَعَ.
قَالَ: أَنَا ذَلِكَ ثُمَّ كَشَفَ لَهُ عَنْ كَرِيمَتِهِ.
وَ قَالَ: أَيُّهَا الْهَاتِفُ اظْهَرْ لَنَا، رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: فَظَهَرَ فَإِذَا هُوَ الْهَامُ بْنُ الْهِيمِ قَالَ: مَنْ تَكُونُ؟ قَالَ:
أَنَا الَّذِي مَنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِكَ، وَ عَلَّمْتَنِي كِتَابَ اللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ، وَ جَعَلَ يُحَادِثُهُ، وَ يَسْأَلُهُ، ثُمَّ قَاتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَعْدَاءَ اللَّهِ إِلَى الصُّبْحِ، ثُمَّ غَابَ.
قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ: فَسَأَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
قَالَ: قُتِلَ الْهَامُ بْنُ الْهِيمِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ [1].
[1] عنه البحار: 38/ 54 ح 9، و عن الفضائل: لم نجده، إثبات الهداة: 1/ 355 ح 64، و أخرجه البحراني في مدينة المعاجز: 1/ 131 ح 75.