responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 88

«وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلاءِ، وَأَكْرَهَ لِلإِنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بِالإِلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الإِعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ».

الصفة الرئيسيّة التي يتميّز بها عامّة الناس ومستضعفو المجتمع، هي أنّهم يكتفون دائماً بالمقدار المتواضع من المأكل والمشرب والملبس وسائر متطلّبات الحياة ويواصلون مسيرتهم بالقناعة والرضى بالقليل، ومن هنا فهم لن يثقلوا كاهل الوالي والحكومة أبداً.

بينما يطالعنا مترفو المجتمع بما هم عليه من مظاهر البذخ والترف الذين يثقلون كاهل الحاكم كلّ يوم بما يمارسون من ضغوط، بغية تحقيق رغباتهم وإسرافهم، وبالمقابل إذا ما عمّ البلاء ونشبت الحروب وسائر الخطوب، ولّوا ظهورهم وتركوا المستضعفين لوحدهم في الساحة؛ وهنا يندفع المستضعفون ليضحّوا بالغالي والنفيس، مستندين في ذلك إلى صبرهم وصمودهم وقناعتهم.

التزام العدل والإنصاف‌

يعتبر العدل أحد القيم الإنسانية- الإسلاميّة الراقية التي تطبع الامّة، بحيث وظّف الحاكم الإسلامي- وبحكم القرآن الكريم القائل: أُمِرْتُ لِاعْدِلَ بَيْنَكُمْ‌ [1]- ببسط العدل والقسط ورعاية الإنصاف تجاه أبناء الأُمّة.

وتتقدم الجماعة المستضعفة- بحكم فطرتها الأصيلة والإسلاميّة- في التزامها بالعدل على الجماعة المترفة من الأُمّة والتي تضيق ذرعاً بهذه العدالة، فهي تعلم بأنّ تطبيق العدل وإقرار المساواة بين أفراد الأُمّة سوف يحول دون إسرافها وسيطرتها على الأموال‌


[1]سورة الشورى، الآية 15.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست