responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 85

مكر مكر اللَّه به واللَّه أشدّ مكراً.

إذن فمن تاب وعاد إلى الحقّ وأناب إلى اللَّه وجب عليه أن يردّ المظالم حتّى يرضي مَن ظلمهم عنه، وفي هذه الحالة يقبل اللَّه توبته ويعفو عنه.

تأثير أنين المظلوم‌

ترى المدرسة الإسلاميّة أنّ من الذنوب ما يبدّل النعمة نقمة والعزّة ذلّة، ومنها ما يعجِّل نزول البلاء والعذاب الإلهي، ولعلّ العذاب الذي تسبّبه هذه الذنوب يكون في الآخرة كما يمكن أن يكون في الدنيا.

النعمة هي الاخرى ليست محدّدة، فلعلّ الظلم يستتبع تغيير عدّة نِعم، كما يمكن أن يؤدّي بالظالم إلى الهلاك والزوال، وكلّ ذلك إنّما ينبع من أنين المظلوم.

ولنا أن نسأل هنا ما هي دعوة المظلوم التي لها مثل هذه الفاعلية؟ إنّ المظلوم الذي لايستطيع أن يدفع عن نفسه الظلم ويفوّض أمره إلى اللَّه ويدعوه لما مسّه من ظلم، فإنّ دعوته مسموعة، ولا تستبطن سوى تجريد هذا الظالم من قدرته وجبروته بحيث لا يسعه التطاول على الآخرين وتعريضهم للظلم والعدوان، إلى جانب سلبه النعم ليعيش الذلّة والهوان فلا يجرّعهما الناس.

ولمّا كانت هذه هي دعوات المظلوم وأنّ اللَّه سامع لهذه الدعوات- التي لايحجبها عنه حجاب- فإنّه يجيبه فوراً، وإثر هذه الدعوات والحسرات سرعان ما تتحوّل نعمة الظالم إلى نقمة وعزّته إلى ذلّة: «وليسَ شي‌ءٌ أَدْعى‌ إلى‌ تغييرِ نِعْمَةِ اللَّه وتَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ من إقامةٍ على ظُلمٍ، فإنّ اللَّهَ سَميعُ دعوةَ المُضْطَهدِينَ وَهوَ للظالمِينَ بالمرصاد».

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست