responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 84

يتولّى أمر هذا الظالم ويمدّ المستضعفين ويشدّ أزرهم، الأمر الذي سيؤدّي بالتالي إلى‌ هزيمة الظالم ليصبح مصداقاً واضحاً لقوله عليه السلام: «أدحض حجّته».

توبة الظالم‌

رغم أنّ الشارع قد أكّد على قبح وشناعة الظلم، وأدانه في أكثر من مناسبة على أنّه من الذنوب التي لا تترك وسرعان ما تنال جزائها، إلّاأنّه لم يغلق كافّة الأبواب بوجه الظالم، فهو الرحمن الرحيم الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات، وكبرياؤه وعظمته أجلّ شأناً من إهمال عباده الضعفاء، وباب توبته مفتوح.

ولذلك قال عليه السلام بالنسبة لهذا الظالم: «وكان للَّه‌حرباً حتّى ينزع ويتوب»؛ ولاغرو فإنّ اللَّه للظالم بالمرصاد مادام يواصل الظلم ولا يخطو نحو التوبة.

فاللَّه خصمه «حتّى ينزع ويتوب» فإذا تاب بصدق تاب اللَّه عليه وكفّ عن مخاصمته.

وبالطبع فإنّ التوبة درجات ومراتب لابدّ من مراعاتها، ولابدّ أن تكون من جنس مبرّراتها.

فلو هضم أحد حقّ الناس لم يكفِ في قبول توبته العزم على عدم هضم حقوق الناس فحسب، بل عليه أن يسعى سعيه ويجهد نفسه إلى الحدّ الذي يمكنه من إعادة حقوق الناس حتّى يحصل على رضى من ظلمه وضَيّع حقّه.

فعلى سبيل المثال لو سرق أحد مالًا أو اغتصب أملاك أحدٍ أو سلب بيته وشرّده منه أو حصل على ثروة بسبل غير شرعية، ففي مثل هذه الحالات لا يكفي أن يقول: سوف لن أقارف مثل هذه المحرّمات وأتطاول على أموال الآخرين وسأقضي ما بقي من عمري في رفاهية ودعة وأتنعّم في الدنيا بهذه الأموال التي شقى في الحصول عليها الآخرون وتحمّلوا العناء، وطالما تبت من هذه الأعمال فسيغفر لي اللَّه في الآخرة، وعليه سأفوز في الدنيا والآخرة! كلّا، هذا مكر وخداع وحيلة تجاه اللَّه، والحال ليس لأحد أن يخدع اللَّه؛ فمن‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست