responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 69

الشرع؟ أو ليس النسيان مرفوعاً عن الأُمّة، فما يرتكب حين السهو والنسيان لايعدّ معصية يؤاخذ الإنسان عليها؟ نحن نعلم بأنّ كلّ واحد من الأنبياء عليهم السلام وعلى ضوء الوصف القرآني بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ، غير أنّهم في نفس الوقت زعماء الأُمّة وقادة المجتمع، فلو خرج هذا الزعيم عن الجادّة، ولو في حالة السهو والغفلة والنسيان، فإنّ موقعه سيختلّ في نظر الأُمّة وتضعف قاعدته الشعبية رغم أنّ خروجه ليس بمعصية.

فلو قارف الأنبياء عليهم السلام الذين تزعّموا المجتمعات البشرية طيلة التأريخ عملًا ولو على نحو السهو والنسيان لأدّى ذلك لا محالة إلى هبوط منزلتهم ولدبّ الضعف والوهن في زعامتهم.

ومن هنا نقول بأنّ للأنبياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام عصمة تحول دونهم في ارتكاب القبيح على نحو العمد أو الخطأ أو النسيان.

تعنيف الامّة بمثابة محاربة اللَّه‌

يرى الإمام علي عليه السلام أنّ تعنيف الأُمّة وظلم العباد بمثابة محاربة اللّه، وسنثبت لاحقاً أنّه ليس للظلمة والطواغيت من عاقبة سوى الفشل والسقوط والانهيار؛ وذلك لأنّه لا طاقة لأحد أمام اللَّه- الذي يفيض القدرة على من يشاء- ولا غنى لحاكم عن عفوه ورحمته: «ولا تَنصِبَنَّ نفسَكَ لحربِ اللَّه، فإنّه لا يَدَ لكَ بنقمَتِه، ولا غِنى بكَ عن عَفوِه ورحمَتِه، ولا تندمَنَّ على عفوٍ، ولا تَبْجَحَنَّ بعقوبةٍ، ولا تُسْرِعَنَّ إلى بادرةٍ وَجَدْتَ منها مَنْدوحَةً».

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست