responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 68

أن يبدي عورته أمام الملأ العام إلّاأنّه لا يقدم- إن كان بكامل عقله- على مثل هذا العمل أبداً فلِمَ لا يرتكب العاقل مثل هذه الرذيلة؟ لأنّ قبح هذا العمل الشنيع واضحة لديه تماماً.

وبناءً على هذه النظرة يمكننا أن نكتشف سرّ العصمة لدى الأنبياء والأوصياء عليهم السلام.

فقد ذكرنا سابقاً أنّ الأنبياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام لا يقارفون المعصية قط، فالمعصومون عليهم السلام لا يرتكبون الذنب رغم قدرتهم على ارتكابه، وكيفية ذلك اتّضحت ممّا أوردناه قبل قليل، فالعاقل الذي يقف بصورة تامّة على قبح عمل لا يقارفه أبداً، وبتركه لعمل وآخر يتحصّل لديه نوعٌ من العصمة، والمعصومون عليهم السلام يمتلكون هذه العصمة بصورة أوسع وأشمل، وذلك لإحاطتهم التامّة بقبح وشناعة جميع الذنوب، وعليه فهم لا يقارفونها ويتخطّون الحدود الشرعية أبداً.

وبناءً على ما تقدّم ندرك أنّ الأنبياء والأئمّة المعصومين عليهم السلام في الوقت الذي يملكون القدرة على مقارفة القبائح والحرمات، ولكن حيث يتمتّعون بالرؤية الربّانية والمعرفة التامّة بحسن الأعمال وقبحها استناداً لمصادر الوحي، فإنّهم لايرتكبون ما يخالف الشرع أبداً، ويتحلّون بالعصمة عن ارتكاب القبائح عمداً وسهواً.

العصمة في النسيان‌

قلنابأنّ‌ميدان عصمةالمعصومين عليهم السلام أوسع‌ممّا عليه عامّة الأفراد من ناحيتين: الاولى: أنّ للمعصومين عليهم السلام عصمة مطلقة تجاه كافّة الأعمال.

والثانية: أنّهم لا يتخطّون المقرّرات الشرعية حتّى في حالة السهو والنسيان.

ولعلّ هناك من يسأل: ما سرّ العصمة في‌حالة النسيان؟ بعبارة اخرى ما الضير في أن يقارف المعصومون عليهم السلام الذنب حال النسيان و يعملوا بما يخالف‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست