responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 44

لثورتنا الإسلامية المباركة- كما لمسنا ضرباتهم القاصمة فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِى الْأَبْصَارِ [1]، إلى جانب وجودهم- على مدى التأريخ- الذي أدّى إلى ظهور المذاهب المختلفة، والتي أدّت بالتالي إلى فساد الامّة وتخلّفها وانحطاطها.

التقوى في القرآن‌

إنّنا لنلمس مدى أهمّية التقوى من خلال التعابير القرآنية المختلفة بهذا الشأن في سائر الميادين من قبيل الجهاد والعلم- التي سنبيّنها لاحقاً- فالقرآن حين يتحدّث عن أفضلية العالم على الجاهل، يصرّح مقارناً بينهما قائلًا: هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُون‌ [2].

وتفيد هذه الآية أنّ العاقل يدرك- بحكم العقل والوجدان- أرجحية العالم على الجاهل دون الحاجة لإقامة الدليل والبرهان.

أو حين يتحدّث عن أفضلية المجاهدين على القاعدين، يقول: فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً [3]؛ وهي‌القضية الاخرى التي خضعت فيها المقارنة والأفضلية إلى حكم العقل والوجدان.

إلّا أنّ القرآن لم يتطرّق لمثل هذه المقارنة مهما تعرّض لمسألة التقوى، فلم يذكر أفضلية المتقّين على أصحاب الشهوات والأهواء أبداً، بل أشار إلى قيمتها وعلاقتها باللَّه فقال: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ‌ [4].

فهو لايقول: إنّ المتّقي أفضل من غير المتّقي، ولا يقول: إنّ المتّقي يتساوى مع‌


[1]سورة الحشر، الآية 2.

[2]سورة الزمر، الآية 9.

[3]سورة النساء، الآية 95.

[4]سورة الحجرات، الآية 13.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست