responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 23

فأدركه عقبة بن عامر الجهني في مدينة «رفح»- التي تبعد مسافة يومين عن عسقلان- التي تبعد مسافة شاسعة عن مصر، فلمّا رآه عمر بن العاص أدرك أنّه رسول الخليفة ويحمل كتابه بعدم الهجوم على مصر، فلم يكترث له وواصل مسيرته حتّى وطى‌ء قرية في ساحل بحر الروم قرب منطقة «العريش»- وهي منطقة على حدود الشام وتعدّ جزءاً من الأراضي المصرية-، وهنا دعا بعقبة فتناول الكتاب وفضّه.

فلمّا اطّلع على مضمونه جمع طائفة من جنوده وامرائه ثمّ سألهم قائلًا: أين نحن الآن؟ أجابوا: في منطقة من مصر.

فقال عمرو بن العاص:

إذن لابدّ لنا من مواصلة حركتنا، فالخليفة «أمرني إن أتاني كتابه وقد دخلت شيئاً من أرض مصر، أن أمضي لوجهي وأستعين باللَّه».

فما كان منه إلّاأن واصل زحفه ودخل مصر، فاشتبك مع الجيوش الخاضعة لسلطة حاكم مصر.

لقد استمر القتال لشهر دون ظفر جيش عمرو بن العاص؛ فقد كانت الجيوش التي هبّت لمحاربته- وكما تكهّن بذلك الخليفة- قويّة مجهزة بالعدّة والعدد.

فاضطرّ ابن العاص لأن يكتب إلى الخليفة ويطالبه بالإمدادات، فجهّز الخليفة جيشاً قوامه اثني عشر ألف مقاتل بقيادة الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلّد.

وقد اشتدّت عزائم الجيش بحضور أربعة عشر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من المهاجرين بإمرة الزبير بن العوام وستّة عشر من الأنصار بقيادة عبادة بن الصامت، فاستمر القتال ثلاثة شهور تمكّن بعدها جيش المسلمين من الانتصار والسيطرة على قلاع البلاد.

فاضطرّ والي مصر المقوقس لمفاوضة المسلمين ودفع‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست