responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 22

وهناك أيضاً طرح عليه قضية فتح مصر بعد أن شجّعه على ذلك.

فقد قال للخليفة:

«أتأذن لي في أن أصير إلى‌ مصر، فإنّا إن فتحناها كانت قوّة للمسلمين، وهي من أكثر الأرض أموالًا، وأعجزها عن القتال» [1].

أضف إلى ذلك فقد كان عمرو بن العاص يعظم قيمة مصرفي نظر الخليفة ويحاول إقناعه بسهولة فتحها.

كان عمرو بن العاص لا ينفكّ عن التأكيد على تنامي شوكة الإسلام واتّساع قدرته؛ إلّاأنّه كان يهمّ بنفسه في اكتساب المقام والشهرة، لاسيّما أنّه كان يكنّ مزيداً من الحسد لخالد بن الوليد ويتمنّى أن يكون مثله فينهض بإمرة الجيش ويبدي شجاعته وبسالته في المعارك، حتّى تحدّث صاحب «تاريخ العرب» عن هذا الأمر في أنّ «عمرو بن العاص كان يتحيّن الفرص ليتفوّق على منافسه اللدود خالد بن الوليد.

فلمّا قدم الخليفة الثاني إلى‌ بيت المقدس، اغتنم الفرصة ليحقّق أمنيته القديمة، أي زعامة الجيش في قتال مصر» [2].

طبعاً كان الخليفة يرفض مثل هذا الاقتراح كلّما طرحه عليه عمرو بن العاص، ويقول بأنّ مصر خاضعة لسيطرة الروم الذين يمتلكون العدّة والعدد، وسيهبّون للدفاع والمقاومة، ولا نأمل بفتحها من قبل جند الإسلام بهذه السهولة، إلّاأن عمرو بن العاص تمكّن أخيراً من تجهيز جيش قوامه أربعة آلاف جندي ليتأهّب لشنّ المعركة دون علم الخليفة.

فلمّا بلغ الخليفة الخبر إستاء استياءً بالغاً بحيث بعث فوراً بعقبة بن عامر ليسلّمه كتابه الذي وصف فيه ابن العاص بأنّه آثم بن آثم، ثمّ يقرّعه قائلًا: «لم هجمت بهذا العدد القليل من الجنود على مصر وجيوشها الرومية الكثيرة العدّة والعدد؟ فإذا بلغك كتابي هذا ولم تكن وصلت مصر فارجع؛ وأمّا إن كنت دخلت مصر فتوكّل على اللَّه وتقدّم» [3].


[1]تأريخ اليعقوبي: 2/ 147- 148.

[2]تاريخ عرب: 206.

[3]تاريخ عرب: 207؛ تاريخ يعقوبي: 2/ 148.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست