responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 11

ذات الصلة بالعهد.

شخصية مالك الأشتر على لسان علي عليه السلام‌

إنّ الخوض في تفاصيل شخصية مالك و بيان أبعاد وخصائص هذا القائد المتألّق في صدر الإسلام والتعرّف عليه عن قرب، من شأنه جعلنا نقف بصورة أفضل على السبب الذي حدا بالإمام علي عليه السلام لتوجيه مثل هذا العهد الفائق الأهمّية والمنقطع النظير- وهو العارف قبل غيره بأنّه سيبقى وثيقة تأريخية حيّة خالدة- لمالك الأشتر والذي أراد به- في الواقع- مخاطبة البشرية جمعاء من خلال تحفّظه عن الإتيان باسم مالك في فحوى العهد.

نعم، لا يصدر مثل هذا الفعل عنه عليه السلام عبثا.

كما أنّ الشخص الذي يخاطب من قبل الإمام بهذا العهد التأريخي العظيم، لا بدّ أن يكون فرداً عظيماً ينطوي على خصائص وامتيازات جمة كثيرة.

وما أحرانا أن نسمع ما أورده علي عليه السلام من كلمات تفصح بجلاء عن رؤيته لهذه الشخصية الفذّة بغية التعرّف عليها والإلمام بعمقها.

نعلم أنّ علياً عليه السلام قد اختار مالكاً لولاية مصر إبّان تسلّمه لزمام الامور وزعامة الدولة الإسلامية، كما نعلم أنّه قتل غدراً أثناء حركته إلى مصر بعد أن دسّت له عناصر معاوية السمّ، على ضوء خطّة مدبّرة أعدّها معاوية مسبقاً، وبالطبع فإنّ عليّاً عليه السلام كان يعلم بأنّ مالكاً سوف لن يبلغ مصر ويطبّق أحكام العهد في تلك الديار، وأنّه سيلتحق بركب الشهداء، مع ذلك فلما بلغه خبر شهادة ذلك الصحابي الجليل، ووقف- حسب الظاهر- على كيفية قتل مالك ورغم علمه السابق بدقائق الحادثة، إلّاأنّه عاش حالة من الحرقة والألم والتأثر الشديد حتّى بدا ذلك واضحاً عليه.

آنذاك أطلق عبارته بشأن مالك بما يكشف النقاب عن عمق شخصيته.

فقد قال عليه السلام: «لقد كان لي كما كنت لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله» [1].


[1]شرح نهج البلاغة: 15/ 98؛ قاموس الرجال: 8/ 645.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست