responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 10

وحرارتها تتّسع لكافة العصور البشرية على مدى التأريخ، ولن يشذّ عن هذه القافلة سوى عُمْي البصيرة الذين لا يرون الشمس في رائعة النهار.

لقد انطوى كتابه للأشتر على نظرياته وأفكاره الربّانية واطروحاته السامية بما يميط اللثام عن حقيقة وظائف كافّة أفراد البشر، سواء كان هذا الفرد عبداً من عباد اللَّه أو عنصر من عناصر المجتمع أو حاكم يتولّى مسؤولية إجراء الأحكام الإسلامية، أو فرداً عادياً يعيش في كنف الدولة الإسلامية ويحظى بحماية قوانينها الإلهية.

والواقع أنّ وصاياه عليه السلام لمالك الأشتر إنّما هي وصايا للبشرية برمّتها، فإذا ما طبّقت بحذافيرها، عاش المجتمع ما يصبو إليه من عدالة اجتماعية وأمن وسلام وسكينة، والأهمّ من ذلك توفّرت الأرضية الصالحة أمام جميع الأفراد لإصلاح ذواتهم وصنع شخصيتهم الإسلامية التي يسودها العلم والإدراك والإيمان، ويحول دونهم في الانغماس في الرذائل والمفاسد والانحراف، حتّى يكونوا عباداً صالحين يتّجهون في مسيرتهم نحو شاطئ الأمان والفلاح.

أجل، يتكفّل هذا العهد بضمان الرفاهية والسلامة وسعادة الدنيا والآخرة؛ ولا غرو فقد دعيت الجماعة البشرية بهذا السياق الحماسي إلى عالم الروح والشرف والعلو والكرامة؛ الدعوة التي ترتكز على دعامة العدالة الاجتماعية و الوقوف بوجه الظلم والعدوان، وإلى جانب تعميق الحرية وتعزيز الإيمان والمساواة أمام القانون و ...

ولا نرى هنا من ضرورة للاستغراق أكثر في هذا العهد في هذه المقدّمة، طالما كرّسنا الكتاب للخوض في هذا العهد وتناوله بالبحث جزءاً فآخر، وبعد أن ألقينا نظرة إجمالية عليه- وهو الغرض المتوخّى من المقدّمة- وقبل الدخول في تفاصيل هذه الوثيقة الخالدة، نرى من الضرورة بمكان تسليط الضوء على بعض المقدّمات‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست