responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 103

وتعاقب الخائن أوّلًا، وثانياً: أن يكون المعيار المعتمد في تشجيع الأفراد هو ما يقومون به من أعمال وما يترتّب عليها من نتائج.

فلو غيّب عنصر الترغيب في النظام وتمتّع المحسن بذات الحقوق والامتيازات التي يحظى بها المسي‌ء، فإنّ الفرد الأوّل سيشعر بعد مرّة بعدم وجود التقييم الصحيح لأعماله الحسنة، وبالتالي عدم جدوى السعي وبذل الجهد في هذا المجال، الأمر الذي يؤدّي بالتالي إلى أن يدبّ الضعف والوهن في أجهزة الدولة ثمّ انهيارها وزوالها، ولهذا يوصي الإمام عليه السلام عامله بضرورة التفريق بين الفئتين: «وَ لَايَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَالْمُسِي‌ءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لأَهْلِ الإِحْسَانِ فِي الإِحْسَانِ، وَتَدْرِيباً لأَهْلِ الإِسَاءَةِ عَلَى الإِسَاءَةِ! وَأَلْزِمْ كُلّاً مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ».

الثقة بالامّة

إنّ أهمّ الأُسس التي تتّصف بها الحكومات الفاسدة إنّما تتجسّد في الازدراء وعدم الثقة وسوء الظنّ بالامّة.

فالحاكم يرى نفسه مبتوراً عن الأُمّة التي يعتبرها لا تكنّ لحكومته سوى الحقد والعداء، الأمر الذي يجعله يهدر طاقات الأُمّة في التجسّس والتحرّي عن المعلومات- من خلال توظيف بعض المنظّمات والأجهزة بشأن المناهضين، واستغلال الفرصة والذريعة التي تشبع عقده وغرائزه بصبّ جامّ غضبه عليهم، بهدف نفخ الروح في حكومته لمواصلة نشاطها عدّة أيّام في ظلّ الخوف والرعب والإرهاب وفرض إرادته على الأُمّة بقوّة الحديد والنار.

وبالمقابل نرى أهمّ الاسس التي تطبع الحكومة الإسلاميّة إنّما تتجسّد في احترام الأُمّة وحسن الظنّ بها والثقة والاعتماد عليها، فالحاكم يرى في الأُمّة ظهيره‌

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست