responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 91

ولكنّهم- مع أنّه كان فيهم الفصحاء النابغون والبلغاء المتبحِّرون- خضعوا عند بلاغة القرآن، وأذعنوا بقصورهم، بل قصور من لم يكن له ارتباط إلى مبدإ الوحي، ومنبع الكمال من جميع أفراد البشر، فعند ملاحظتنا ذلك تتمّ الحجّة علينا عقلًا وإن لم نكن من تلك الطبقة النابغة في الفصاحة، والجماعة الممتازة في الفصاحة، بل وإن لم نكن عارفين باللغة العربيّة أصلًا، كما هو واضح من أن يخفى.

شبهة التناقض والاختلاف‌

إنّ القرآن مع أنّه قد وصف نفسه بعدم وجود الاختلاف فيه‌ [1]، وعدم اشتماله على المناقضة بوجه- ولابدّ من أن يكون كذلك- فإنّ الاختلاف لا يتناسب مع كونه من عند اللَّه الذي لا يغيب عنه شي‌ء، والمناقضة لا تتلاءم مع كونه من عند من هو عالم بكلّ شي‌ء، قد وقعت فيه المناقضة في موردين: أحدهما: قوله- تعالى-: «قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلّمَ النَّاسَ ثَلثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا» [2]؛ فإنّه يتناقض مع قوله- تعالى-: «قَالَ رَبّ اجْعَل لّى ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلّمَ النَّاسَ ثَلثَ لَيَالٍ سَوِيًّا» [3].

والجواب عن هذه الشبهة واضح؛ فإنّ لفظ «اليوم» قد يستعمل ويراد منه النهار، وهو ما يقابل الليل، وقد يطلق ويراد به المجموع منهما، وكذلك لفظ «الليل»؛ فإنّه أيضاً قد يطلق ويراد به ما يقابل النهار، وقد يستعمل ويراد منه المجموع من النهار والليل، ولا يختصّ هذا الإطلاق والاستعمال بالكتاب العزيز،


[1] سورة النساء 4: 82.

[2] سورة آل عمران 3: 41.

[3] سورة مريم 19: 10.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست