responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 52

من الغير، والاستعانة من الخارج.

وبالجملة: فالغيب في المقام ليس المراد به هو الغيب في مثل قوله- تعالى-:

«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» [1]، بل المراد به هو الغيب في مثل قوله- تعالى-: «وَعِندَهُ‌ و مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَايَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ» [2].

لا أقول: إنّ للغيب معانٍ مختلفة؛ فإنّه من الواضح الذي لا يرتاب فيه عدم كون لفظ الغيب مشتركاً بين معانٍ متعدّدة؛ فإنّه في مقابل الشهود الذي لا يكون له معنى واحد، غاية الأمر اختلاف موارد الاستعمال باختلاف الأغراض والمقاصد بحسب المصاديق والأفراد، كما لا يخفى.

الأمر الثاني: أنّ دلالة الإخبار بالغيب على الإعجاز تظهر ممّا ذكرناه في معنى الغيب؛ فإنّه بعدما لم يكن للإنسان سبيل إلى الاطّلاع على المغيبات من قبل نفسه؛ لعدم الملاءمة بينه بقواه الظاهرة والباطنة، وبين الاطّلاع عليها بدون الاستعانة والاستمداد، فإذا فرضنا إنساناً أتى بكتاب مشتمل على الإخبار بالغيب، وعلمنا عدم اطّلاعه عليها من قبل نفسه، والجماعة التي هو فيهم ومعهم؛ نعلم جزماً بانحصار طريق الوصول إليه في مبدإ الوحي، ومخزن الغيب، ومن عنده مفاتيحه ولا يعلمها إلّاهو، وبه يتحقّق التحدّي الموجب للإعجاز.

إذا عرفت ما ذكرنا من الأمرين، فنقول: من القسم الأوّل من الآيات: قوله- تعالى في قصّة مريم-: «ذَ لِكَ مِنْ أَم‌نبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ» [3]، وقوله- تعالى-: «تِلْكَ مِنْ أَم‌نبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا


[1] سورة البقرة 2: 3.

[2] سورة الأنعام 6: 59.

[3] سورة آل عمران 3: 44.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست