responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 42

وجه الدلالة أوّلًا: فرض اجتماع الإنس والجنّ، وفي الحقيقة دعوتهم إلى الإتيان بمثل القرآن، مع أنّك عرفت ثبوت الاختلاف بينهم، واختصاص كلّ طبقة وطائفة بفضيلة خاصّة من سنخ الفضائل التي يشتمل عليها الكتاب، فكيف يمكن أن يكون وجه الإعجاز هو البلاغة والفصاحة مثلًا، مع أنّه لم يقع التصدّي للوصول إلى هذين العِلمين إلّامن صنف خاصّ قليل الأفراد؟

فدعوة غيره إلى الإتيان بمثل القرآن من خصوص هذه الجهة لا يترتّب عليها فائدة أصلًا، فتوجّه الدعوة إلى العموم دليل ظاهر على عدم اختصاص الإعجاز بوجه خاصّ.

وثانياً: قد عرفت اشتمال الكتاب العزيز على جهات متكثّرة، وشؤون مختلفة من الاصول الاعتقاديّة الراجعة إلى الإلهيّات والنبوّات وغيرهما، والفضائل الأخلاقيّة والسياسات المدنيّة، والقوانين التشريعيّة العمليّة، وغير ذلك من القصص والحكايات الماضية والحوادث الكائنة في الآتية، والامور الراجعة إلى الفلكيات، ووصف الموجودات السماويّة والأرضيّة، وغير ذلك، مضافاً إلى الجهات الراجعة إلى مقام الألفاظ والعبارات، وحينئذٍ عدم ذكر وجه المماثلة في الآية الكريمة، مع عدم الانصراف إلى وجه خاصّ من تلك الوجوه المذكورة دليل على عدم الاختصاص، وأ نّ اجتماع الجنّ والإنس واستظهار بعضهم ببعض لا يكاد يؤثّر في الإتيان بمثل القرآن في شي‌ء من الوجوه المذكورة.

وقد انقدح من جميع ما ذكرنا فساد دعوى اختصاص الإعجاز بوجه خاصّ أيّ وجه كان.

نعم، قد وقع التحدّي في الكتاب ببعض الوجوه والمزايا، ولا بأس بالتعرّض لها ولبعض ما لم يقع التحدّي فيه بالخصوص، تتميماً للفائدة، وتعظيماً للكتاب الذي هو المعجزة الوحيدة الخالدة.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست