فإنّ
التحدّي في هذه الآية عامّ شامل لكلّ من الإنس والجنّ، أعمّ من الموجودين في عصر
النبيّ صلى الله عليه و آله، بل الظاهر الشمول للسابقين عليه أيضاً، وعموم التحدّي
دليل على خلود الإعجاز كما هو ظاهر.
فإنّ
إخراج الناس الظاهر في العموم من الظلمات إلى النور بسبب الكتاب النازل، كما تدلّ
عليه لام الغاية، لا يكاد يمكن بدون خلود الإعجاز؛ فإنّ تصدّي الكتاب للهداية
بالإضافة إلى العصور المتأخّرة إنّما هو فرع كونه معجزة خالدة؛ ضرورة أنّه بدونه
لا يكاد يصلح لهذه الغاية أصلًا.
فإنّ
صلاحيّة الفرقان للإنذار كما هو ظاهر الآية بالنسبة إلى العالمين، الظاهرة في
الأوّلين والآخرين، لا تتحقّق بدون الاتّصاف بخلود الإعجاز، كما هو واضح.
ودعوى
انصراف لفظ «العالمين» إلى خصوص الموجودين، كما في قوله- تعالى- في وصف مريم: «وَاصْطَفَل- كِ عَلَى نِسَآءِ الْعلَمِينَ»[3]؛ ضرورة عدم كونها مصطفاة على جميع
نساء الأوّلين والآخرين، الشاملة لمن كان هذا الوصف مختصّاً بها، وهي فاطمة
الزهراء سلام اللَّه عليها.
مدفوعة:
بكون المراد بالعالمين في تلك الآية أيضاً هو الأوّلين والآخرين،