responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 37

قوله- تعالى-: «ممّا نزّلنا» وأن يكون عائداً إلى العبد الذي هو الرسول الذي نزل عليه القرآن، فعلى الأوّل يوافق من حيث المدلول مع الآية الكريمة المتقدّمة الواقعة في سورة يونس، وعلى الثاني تمتاز هذه الآية من حيث ملاحظة من نزل عليه في مقام التحدّي.

والظاهر قوّة الاحتمال الأوّل؛ لأنّ المناسب بعد فرض الريب في الكتاب المنزل مع قطع النظر عمّن انزل عليه، كما هو الظاهر من قوله- تعالى-: «وَ إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى‌ عَبْدِنَا» الدالّ على أنّ متعلّق الريب نفس ما نزل هو التحدّي بخصوص ما وقع فيه الريب، مع عدم لحاظ الواسطة أصلًا.

ويؤيّده سائر آيات التحدّي، حيث كان مدلولها اشتمال نفس القرآن على خصوصيّة معجزة للغير عن الإتيان بمثله في جملته أو بسورة من مثله، مع أنّ لحاظ حال الواسطة، الذي نزل عليه الكتاب من حيث كونه امّيّاً ليس له سابقة تعلّم، ولم يتربَّ في حِجر معلِّم ومربٍّ أصلًا، ربّما يشعر بإشعار عرفيّ بأنّ الكتاب من حيث هو لا يكون بمعجز، بحيث لا يقدر البشر على الإتيان بمثله وإن كان بالغاً في العلم ما بلغ.

وبالجملة: فالظاهر عود الضمير إلى الكتاب، لا إلى من نزل عليه، وعلى تقديره، فالوجه في التعرّض له في هذه الآية يمكن أن يكون على ما في بعض التفاسير؛ من أنّه لمّا كان كفّار المدينة الذين يوجّه إليهم الاحتجاج أوّلًا وبالذات هم اليهود، وهم يعدّون أخبار الرسل في القرآن غير دالّة على علم الغيب؛ تحدّاهم بسورة من مثل النبيّ صلى الله عليه و آله في امّيته، ليشمل ذلك وغيره، مع بقاء التحدّي المطلق بسورة واحدة مثله على إطلاقه غير مقيّد بكونه من مثل محمّد صلى الله عليه و آله‌ [1].


[1] تفسير القرآن العظيم، المعروف ب «تفسير المنار»: 1/ 173.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست