وسيأتي [1] له مزيد توضيح في الجواب عن الشبهة
الثالثة للقائل بالتحريف، فانتظر.
2-
الجمع بمعنى تحصيل القرآن بأجمعه من الأشياء المتفرّقة المكتوب عليها، ومرجعه إلى
كون الجامع واجداً لجميع القرآن من أوّله إلى آخره، وهذا هو الجمع المتحقّق في عصر
النبيّ صلى الله عليه و آله، والمنسوب إلى غيره من الأشخاص المعدودين، وربما يراد
من الجمع بهذا المعنى جمع القرآن بجميع شؤونه من التأويل والتفسير وشأن النزول
وغيره، وهو المراد من الجمع الذي تدلّ الروايات الكثيرة الآتية على اختصاصه
بمولانا أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلِّين.
3-
الجمع بمعنى جمع المتفرّقات وكتابتها في شيء واحد كالقرطاس والمصحف بناءً على
مغايرته للقرطاس، وهذا هو الجمع المنسوب إلى أبي بكر، ويدلّ بعض الروايات
المتقدّمة [2] على نسبته إلى عمر بن الخطّاب.
4-
الجمع بمعنى جمع المسلمين على قراءة واحدة من القراءات المختلفة، التي نشأت من
اختلاف ألسِنة القبائل والأماكن، وهذا هو المراد من الجمع المنسوب إلى عثمان، كما
عرفت آنفاً [3].
وعدم
الخلط بين هذه المعاني يرشد الباحث ويهديه إلى الحقّ، ويبعده عن الانحراف المؤدّي
إلى التحريف، وما رأيت أحداً يسبقني إلى البحث في مسألة جمع القرآن بهذه الكيفيّة،
فافهم واغتنم.