ليس
في الكتاب العزيز ما يدلّ بظاهره على توصيفه بالإعجاز الاصطلاحي بهذه اللفظة، بل
وقع فيه التحدّي به، الذي هو الركن الأعظم للمعجزة، وتتقوّم به حقيقتها، والآيات
الدالّة على التحدّي بمجموع القرآن أو ببعضه لا تتجاوز عن عدّة آيات: أوّلها: الآية الكريمة الواردة في سورة
الإسراء: «قُل لَّل- نِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَن
يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْءَانِ لَايَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ى وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا»[1].
والظاهر
من الآية الكريمة الإخبار عن عدم الإتيان بمثل القرآن؛ لأجل عدم تعلّق قدرتهم به،
وأنّ القرآن يشتمل على خصوصيّات ومزايا من جهة اللفظ والمعنى لا يكاد يقدر عليها
الإنس والجنّ، وإن اجتمعوا وكان بعضهم لبعض ظهيراً، فاتّصاف القرآن بأنّه معجز إنّما
هو من جهة الخصوصيّة الموجودة في نفسه،