responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 265

أ نّ الذين باشروا هذا الأمر الجسيم، وضادّوا النبأ العظيم هم أصحاب السقيفة:

أبوبكر وعمر، وعثمان، وأبو عبيدة، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية، واستعانوا بزيد بن ثابت.

ومن الواضح أ نّ مضامين القرآن، ومطالبه، ومعانيه، وكيفيّة ترتيب آياته وكلماته وسوره، لا تشبه كتاب مصنّف، وتأليف مؤلّف، وديوان شاعر، ممّا يسهل جمعه وترتيبه لمن بلغ أدنى مرتبة من مراتب العلم، وأخذ حظّاً قليلًا منه، ويعلم نقصانه وتحريفه بأدنى ملاحظة، ولا يمكن معرفة ترتيب القرآن وتماميّة جمعه من نفسه؛ إذ هو موقوف على معرفة مراد اللَّه تعالى، وحكمة وضع ترتيب السور والآيات بالترتيب المخزون، وكيفيّة ارتباط الآيات بعضها ببعض.

ذا من العلوم التي قصرت أيدي المذكورين عن تناول أدنى مراتبه، بل هم بمعزل عن تصوّر موضوعه، وعن تصديق المتوقّف على تصديق أصله المفقود فيهم، بل كانوا قاصرين عن معرفة نفس الآيات، وأ نّها ممّا جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله أو ممّا دسّها المدلّسون، واختلقها الكذّابون، فاحتاجوا إلى إقامة الشهود، فضلًا عن معرفة ارتباط بعضها بالبعض الموقوف.

وكان أعرف هؤلاء بالقرآن: زيد بن ثابت، الذي قال عمر في حقّه: إنّ زيداً أفرضنا» [1]، مع أنّه روى الشيخ رحمه الله في «التهذيب»، عن أبي‌بصير، عن أبي‌جعفر عليه السلام: «وأشهد على زيد بن ثابت، لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة» [2].

وأمّا كتابته الوحي فكان يكتبه هو أو أُبيّ إذا لم يكن أمير المؤمنين عليه السلام أو عثمان حاضراً على‌


[1] الاستغاثة: 83.

[2] الكافي 7: 407 ح 2، تهذيب الأحكام: 6/ 218 ح 512، وعنهما وسائل الشيعة 27: 23، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي ب 4 ح 8.

وفي بحار الأنوار 104: 367 ح 6 عن تفسير العيّاشي 1: 325 ح 132.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست