responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 23

وجه دلالة الإعجاز على الصدق‌

الظاهر: أنّ الوجه في دلالة الإعجاز على صدق مدّعي النبوّة ليس إلّاقبح الإغراء بالجهل على الحكيم على الإطلاق؛ فإنّه حيث لا يمكن التصديق بنبيّ من غير جهة الإعجاز؛ ضرورة انحصار الطريق العقلائي بذلك، مع أنّ النبوّة والسفارة من المناصب الإلهيّة التي ليس فوقها منصب، ومن هذه الجهة يكثر المدّعي لها، والطالب للوصول إليها، فإذا صدر منه أمر خارق للعادة الطبيعيّة، العاجزة عنه الطبيعة البشريّة، فإن كان كاذباً في نفس الأمر، ومع ذلك لم يبطله اللَّه تعالى، والمفروض أ نّه ليس للناس طريق إلى إبطاله من التمسّك بالمعارضة، فهو لا ينطبق عليه عنوان من ناحية اللَّه إلّاعنوان الإغراء بالجهل القبيح في حقّه، ولكن ذلك إنّما يتوقّف على القول بالتحسين والتقبيح العقليّين، كما عليه من عدا الأشاعرة [1].

وأمّا بناءً على مسلكهم الفاسد من إنكار الحسن والقبح رأساً، فلا طريق إلى تصديق النبيّ من ناحية المعجزة أصلًا.

وما يقال: من أنّ فرض المعجزة ملازم لكونها من اللَّه سبحانه، ولا حاجة فيه إلى القول بالحسن والقبح العقليّين؛ لأنّ المعجزة مفروض أ نّها خارجة عن حدود القدرة البشريّة، فلا مناص عن كونها من اللَّه سبحانه.

مدفوع: فإنّه ليس البحث في الاتّصاف بالإعجاز، حتّى يقال: إنّ فرضه ملازم لكونه من اللَّه سبحانه، بل البحث- بعد الفراغ عن كونه معجزةً- في دلالة الإعجاز على صدق مدّعي النبوّة في دعواها، فمن الممكن أ نّ الإقدار من اللَّه لم يكن لأجل كونه نبيّاً، بل لغرض آخر، فمجرّد كون المعجزة من اللَّه لا يستلزم الصدق، إلّامع‌


[1] شرح تجريد العقائد للقوشجي: 337، اصول الفقه للمظفّر: 1/ 232، اصول الفقه للشيخ محمّد الخضري: 26.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست