responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 214

إثبات كون المراد من «الذكر» فيه هو القرآن؛ لاحتمال أن يكون المراد به هو الرسول، لاستعمال الذكر فيه أيضاً في مثل قوله- تعالى-: «قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايتِ اللَّهِ» [1].

ولكن يدفع هذا الاحتمال: أوّلًا: منع كون المراد بالذكر في الآية الثانية أيضاً هو الرسول، وذلك بقرينة التعبير بالإنزال؛ ضرورة أ نّه لا يناسب الرسول؛ لكونه ساكناً في الأرض مخلوقاً كسائر الخلق، محشوراً معهم، والتنزيل والإنزال وما يشابهما إنّما يناسب الامور السماويّة، كالكتّاب، والملائكة، وأمثالهما، وذكر كلمة «الرسول» بعد ذلك لا يؤيّد كونه المراد بالذكر؛ لأنّه ابتداء آية مستقلّة، وليس جزءاً لما قبله، واحتمل في مجمع البيان أن يكون انتصابه لأجل كونه مفعول فعل محذوف، تقديره: «أرسل رسولًا» لا بدلًا من «ذكراً»، كما أنّه احتمل أن يكون مفعول قوله: «ذكراً»، ويكون تقديره «أنزل اللَّه إليكم أن ذكر رسولًا» [2].

وبالجملة: فلم يثبت كون المراد من «الذكر» في هذه الآية هو الرسول، لو لم نقل بظهورها- بقرينة ذكر الإنزال- في كونه هو الكتاب.

وثانياً: أ نّه على تقدير كون المراد بالذكر في تلك الآية هو الرسول، لكنّه لايتمّ احتماله في المقام؛ وهي آية الحفظ؛ لكونها مسبوقة بما يدلّ على أنّ المراد به هو الكتاب؛ وهو قوله- تعالى-: «وَ قَالُواْ يأَيُّهَا الَّذِى نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلل- كَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصدِقِينَ * مَا نُنَزّلُ الْمَلل- كَةَ إِلَّا بِالْحَقّ وَ مَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ» [3].


[1] سورة الطلاق 65: 10- 11.

[2] مجمع البيان في تفسير القرآن: 10/ 44.

[3] سورة الحجر 15: 6- 8.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست