responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 21

لَن‌ نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى‌ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنم- بُوعًا... قُلْ سُبْحَانَ رَبّى هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا» [1].

فإنّها ظاهرة في أنّه بعد تعليقهم الإيمان على الإتيان بالمعجز لم يأتِ النبيّ بما هو مطلوبهم، بل أظهر العجز بلسان كونه بشراً رسولًا، فمنها يستفاد عدم لزوم اقتران دعوى النبوّة بما هو معجزة.

والجواب أمّا أوّلًا: فإنّ افتقار النبيّ في دعوى النبوّة وصدقها إلى الإتيان بالمعجز من المسلّمات العقليّة التي لا يشوبها ريب؛ ضرورة أنّه مع عدم الافتقار لا يبقى افتراق بين النبيّ الصادق والنبيّ الكاذب، ولا يكون للأوّل مزيّة وفضيلة أصلًا، وحينئذٍ فإنّ فرض دلالة الآية على خلافه، وأ نّه لا حاجة إلى الإعجاز مع فرض صدق المدّعي، فاللّازم تأويلها كما هو الشأن في غيرها من الآيات الظاهرة في خلاف ما هو المسلّم عند العقل، كقوله- تعالى-: «وَ جَآءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» [2].

وأمّا ثانياً: فإنّ الإتيان بالمعجز لا معنى لأن يكون تابعاً لطلب الناس وهوى أنفسهم، بحيث تكون خصوصيّاته راجعة إلى تعيين الشاكّ واختياره؛ ضرورة أنّ المعجزة أمر إلهيّ لا يكون للنبيّ فيه إرادة واختيار، بل كان بإرادة اللَّه تعالى.

على أ نّه لا معنى لطلب معجزة مخصوصة بعد الإتيان بما هو معجزة حقيقة، وظاهر الآيات المذكورة أنّ طلبهم من النبيّ تلك الامور المذكورة فيها كان بعد الإتيان بالقرآن الذي هو أعظم المعجزات.

وسيأتي‌ [3]- إن شاء اللَّه تعالى‌- أنّه لا يختصّ‌


[1] سورة الإسراء 17: 90- 93.

[2] سورة الفجر 89: 22.

[3] في ص 38.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست