responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 109

القرآن من حيث البلاغة والفصاحة، أو إغراءً وإضلالًا من دون زعم واعتقاد.

ولابدّ من النظر في حالاتهم وإن كانت نفس مخالفة مثل هؤلاء، وقيامهم في مقام المعارضة ممّا يؤيّد إعجاز القرآن، ويثبت تفوّقه ووقوعه في المرتبة التي لاتكاد تصل إليها أيدي البشر، بداهة أنّ الكتاب الذي اعترف بالعجز في مقابله البلغاء المشهورون، والفصحاء المعروفون، والادباء الممتازون، وخضع دونه المحقّقون والمتبحِّرون، تكون مخالفة أمثال تلك الجماعة له دليلًا على قصور باعهم، أو انحرافهم وضلالهم، وهذا شأن كلّ حقيقة وآية كلّ واقعيّة؛ فإنّ عدم خضوع أفراد قليلة غير ممتازة في مقابلها، وعدم تسليمهم لها يؤيّد صدقها، ويدلّ على النقص فيهم، ولكن مع ذلك لا بأس بالنظر في حالات تلك الجماعة، وفيما أتوا به بعنوان المعارضة.

فنقول: 1- مسيلمة بن حبيب، المعروف بالكذّاب‌ كان من أهل اليمامة، وقد ادّعى النبوّة في عصر النبيّ صلى الله عليه و آله في اليمامة في طائفة بني حنيفة، وكان ذلك بعد تشرّفه بمحضر النبيّ صلى الله عليه و آله وقبوله للإسلام‌ [1]، وكان يصانع كلّ أحد ويتألّفه، ولا يبالي أن يطّلع الناس منه على قبيح؛ لأنّه لم يكن له غرض إلّا الزعامة والرئاسة، وكان يرى أ نّ ادّعاء النبوّة طريق إلى الوصول إليها، وإلّا فليس لها حقيقة وواقعيّة، بل هي نوع من الكهانة الرائجة في تلك الأعصار؛ ولذا طلب من النبيّ صلى الله عليه و آله أن يشركه في النبوّة، أو يجعله خليفة له بعده، وقد كتب إليه صلى الله عليه و آله في العام العاشر من الهجرة: «من مسيلمة رسول اللَّه إلى محمد رسول اللَّه، سلام عليك، أمّا بعد؛ فإنّي قد أُشركت في الأمر معك، وإنّ لنا نصف الأرض، ولقريش‌


[1] السيرة النبويّة لابن هشام 4: 222- 223، تاريخ الامم والملوك للطبري: 3/ 137- 138، السنة 10، الكامل في التأريخ لابن الأثير 2: 162.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست