responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 106

فنقول: ممّا لا يرتاب فيه كلّ باحث وناظر أنّ القرآن انزل لهداية البشر، وسوقهم إلى السعادة في الدارين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، قال اللَّه- تبارك وتعالى-: «كِتبٌ أَنزَلْنهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمتِ إِلَى النُّورِ» [1].

وليس هو كتاب فقه، أو تاريخ، أو أخلاق، أو كلام، أو فلسفة، أو نحوها، ومن المعلوم أ نّ الاسلوب الموجود أقرب إلى حصول ذلك الغرض من التبويب، وجعل كلّ من تلك المطالب في باب مستقلّ؛ فإنّ الناظر في القرآن- مع الوصف الفعلي- يطّلع على كثير من أغراضه، ويحيط بجلٍّ من مطالبه الدخيلة في حصول الغرض المقصود في زمان قصير، فبينما يتوجّه إلى المبدإ والمعاد مثلًا يطّلع على أحوال الماضين المذكورة للتأييد والاستشهاد، ويستفيد من أخلاقه، وتقع عينه على جانب من أحكامه، كلّ ذلك في وقت قليل.

ففي الحقيقة يقرب قدماً بل أقداماً إلى ذلك الهدف، ويرتقي درجة إلى تلك الغاية، فهو- أي القرآن- كالخطيب الذي يكون الغرض من خطابته دعوة المستمعين وهدايتهم، وسوقهم إلى السعادة المطلوبة في الدنيا والآخرة؛ فإنّه يفتقر في الوصول لغرضه إلى الخلط بين المطالب المتنوّعة، وإيراد فنون متعدّدة؛ لئلّا يملّ المستمع أوّلًا، ويقع في طريق السعادة من جهة تأييد المطلب بقصّة تاريخيّة، أو حِكَم أخلاقيّة، أو مثلهما ثانياً.

فانقدح أ نّ الاسلوب الموجود إحدى الجهات المحسّنة، والفضائل المختصّة بالقرآن الكريم، ولا يوجد مثله في كتاب، والسرّ فيه ما عرفت من امتيازه من حيث الغرض، وخصوصيّته من جهة المقصود الذي يكون اسلوبه هذا أقرب إلى الوصول إليه.


[1] سورة إبراهيم 14: 1.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست