responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 105

الآدمي ولو وصل إلى مراتب الفصاحة والبلاغة، يكون تكرّره موجباً لنزوله وسقوطه وهبوطه عن تلك المرتبة.

وأمّا القرآن، فكما يشهد به الوجدان لا يؤثِّر فيه التكرار إلّاا لتذاذاً، ولا يوجب ترديده إلّابهجةً وحسناً، وليس ذلك إلّالأجل كونه كلام اللَّه النازل لهداية البشر إلى يوم القيامة، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فنفس هذه الجهة ينبغي أن تعدّ من وجوه الإعجاز، كما لا يخفى.

شبهة الخلط والتداخل بين الموضوعات القرآنيّة

إنّ اسلوب القرآن يغاير اسلوب الكتب البليغة المعروفة؛ لأنّه قد وقع فيه الخلط بين المواضيع المتعدّدة، والمطالب المتنوّعة، فبينا هو يتكلّم في اصول العقائد والمعارف الحقّة إذا به ينتقل إلى الوعد والوعيد، أو إلى الحِكم والأمثال، أو إلى بيان بعض الأحكام الفرعيّة، وهكذا، كما أنّه في أثناء نقل التاريخ مثلًا ينتقل إلى المعارف، ولو كان القرآن مشتملًا على أبواب وفصول، وكان كلّ باب متعرّضاً لجهة خاصّة وناحية معيّنة؛ لكانت الفائدة أعظم والاستفادة أسهل؛ ضرورة أ نّ المُراجع إليه لغرض المعارف فقط يلاحظ الباب المخصوص به، والفصل المعقود له، والناظر فيه لغرض الأحكام لم يكن متحيّراً، بل كان يراجع إلى خصوص ما عقد له من الفصل أو الباب، وهكذا.

ففي الحقيقة أ نّ القرآن مع أُسلوبه الموجود المغاير لأُسلوب الكتب المنظّمة المشتملة على فصول متعدّدة حسب تعدّد مطالبها، وأبواب متنوّعة حسب تنوّع أغراضها، وإن لم يكن البشر العادي قادراً على الإتيان بمثله والقيام بمعارضته، إلّا أنّه مع ذلك لا يكون حائزاً للمرتبة العليا من البلاغة، والدرجة القصوى من المتانة والتنسيق؛ لعدم كونه مبوّباً كما عرفت.

والجواب: أنّه لابدّ من ملاحظة أنّ الغرض الأصلي من القرآن ونزوله ماذا؟

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست