الأوّل:
دعوى تبادر العلّية المنحصرة من كلمة «إن» و أخواتها، و لا يخفى أنّ إثبات ذلك
موقوف على إثبات دلالة القضية الشرطية على الارتباط بين الشرط و الجزاء، ثمّ كون
ذلك الارتباط بنحو اللزوم، ثمّ كون اللزوم بنحو الترتّب، أي ترتّب الجزاء على
الشرط لا العكس، و لا مجرّد الملازمة من دون ترتّب، كما في المعلولين لعلّة واحدة،
ثمّ كون الترتّب بنحو ترتّب المعلوم على علّته، ثمّ كون تلك العلّة علّةً مستقلّة،
ثمّ كونها مع الاستقلال منحصرة، و من الواضح أنّ إثبات جميع هذه الامور في غاية
الإشكال، بل نقول: إنّ المقدار الذي يصحّح استعمال كلمة الشرطية هو مجرّد الارتباط
بين الشرط و الجزاء و لو لم يكن ذلك بنحو اللزوم.
أ لا ترى أنّه يصحّ أن يقال: إذا جاء زيد فمعه عمرو، فيما
لو كان مصاحباً له نوعاً من دون رعاية علاقة أصلًا، كما أنّه يستعمل كثيراً في
موارد اللزوم و في المراتب التي بعده.
و كيف كان فالإنصاف أنّ دعوى ذلك خلاف الوجدان.
الثاني:
الانصراف، و ممّا ذكرنا في التبادر يظهر أنّ دعواه أيضاً ممّا لا دليل على إثباته.
الثالث:
التمسّك بإطلاق كلمة «إن» و أخواتها الموضوعة للّزوم بتقريب أنّ مقدّمات الحكمة
تقتضي الحمل على الفرد الذي لا يحتاج إلى مئونة التقييد، و هو هنا اللزوم بنحو
العلّية المنحصرة، كما أنّ قضيّة إطلاق صيغة الأمر هو الوجوب النفسي.