responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفصيل الشريعة- الوقف، الوصيه، الايمان و النذور، الكفارات، الصيد المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 234

و بالجملة: التعهّد و الجعل على الذمّة قد يجي‌ء من قبل اللَّه، كما في آية الحجّ الدالّة على أنّ‌ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ‌ [1] الآية، و قد يجي‌ء من قبل المكلّف نفسه، كما في النذر، فيقول: «للَّه عَليّ كذا و كذا».

و هل يعتبر في الصيغة قول: «للَّه» بالخصوص الذي هو لفظ الجلالة، أو يجزي غير هذه اللفظة من الأسماء المختصّة به، كقوله: «للرحمن عليّ فعل كذا» أو الموصوف بالأوصاف المختصّة به، كقوله: «لمقلّب القلوب و الأبصار عَليّ فعل كذا» كما تقدّم في اليمين؟ [2] الظاهر أنّه لا فرق بينه و بين اليمين من هذه الجهة، فالتعميم هناك و التخصيص هنا يحتاج إلى دليل فارق، و هو مفقود.

و لا يبعد الانعقاد بما يرادف القول المزبور من كلّ لغة، و إلّا يلزم الاقتصار في وجوب الوفاء و غيره على من يعرف اللغة العربيّة و يحسنها، مع أنّ غير العارف كثير، و البارئ يطلق عليه الأسماء المتعدّدة حسب تعدّد اللغات و تكثّر الألسن، فالانجليزي لا يعرف معنى «اللَّه» نوعاً، و ليست صيغة النذر من العبادات كالصلاة مثلًا حتّى يجب عليه تعلّم ألفاظها و لو مع عدم إدراك المعنى، بل هي كما عرفت تعهّد و التزام من قبل العبد للَّه تعالى على عملٍ مخصوص.

نعم، لو اقتصر على قوله: «عليّ كذا» فلا ينعقد النذر؛ لأنّ دلالته على الالتزام و إن كانت ظاهرة، إلّا أنّ كون الالتزام للَّه تعالى، لا يدلّ عليه هذا اللفظ و لو كان في نيّته ذلك، لما عرفت من عدم الاكتفاء بالنيّة.

و لو قال: «نذرت للَّه أن أصوم» مثلًا، أو «للَّه عليّ نذر صوم يوم» مثلًا، فقد


[1] سورة آل عمران: 3/ 97.

[2] في ص 216 218.

اسم الکتاب : تفصيل الشريعة- الوقف، الوصيه، الايمان و النذور، الكفارات، الصيد المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست