دوران
الأمر بين التجارة، و تحصيل العلم و المعارف و القدرة على تبليغ الإسلام يكون
الترجيح مع الأوّل؛ فإنّه مضافا إلى أنّ التحصيل في الحوزات العلميّة واجب كفائيّ،
بل عينيّ بالنسبة إلى بعضهم، نقول:
إنّ
الدفاع عن حريم الإسلام الذي هو التشيّع بمعناه الواقعي في هذا الزمان لعلّه كان
أوجب من الأزمنة السالفة و الأعصار المتقدّمة، خصوصا مع ملاحظة أمرين:
هما
وجود الأدوات و الوسائل الحديثة؛ مثل «الانترنيت» و ما يسمّى في الفارسية ب
«ماهواره»، في حال كون المرتبطين بها يذعنون بسوء تأثيرهما، خصوصا بالنسبة إلى
الشباب المستغرقين في بحار الشهوات، و غير الراسخين في العقائد الحقّة الصحيحة، و
اشتمالها على إلقاء الأفكار الباطلة و العقائد الفاسدة بأنحاء مختلفة، و في جميع
الامور المعنويّة مضافا إلى المسائل السياسيّة المنافية للثورة الإسلاميّة
الإيرانيّة، التي أسّسها الإمام الماتن قدّس سرّه الشريف مع تضحيات كثيرة و مشقّات
شديدة- هذا أوّلا.
و
ثانيا: انحصار المدافعين عن حريم التشيّع بهذه الطائفة؛ فإنّ غيرهم إمّا أن يكونوا
غير منقادين، و إمّا أن يكونوا مهاجمين على التشيّع من طرق مختلفة، خصوصا بالنسبة
إلى فاطمة سلام اللّه عليها، التي هي محور التشيّع و أمّ الأئمّة المعصومين عليهم
السّلام، و أوّل شهيدة هذا الطريق؛ فإنّه مع ملاحظة الأمرين المذكورين، هل يسوغ
للطلّاب أو لمن له أهليّة ذلك أن تكون مرجّحة للتجارة و مثلها على الاشتغال في
الحوزات العلميّة و تحصيل المعارف الإسلامية مع التحفّظ على الشرائط و العمل بالوظيفة
و الارتزاق من الوجوه الشرعيّة، و إنّي لا أظنّ احتمال ذلك من أحد أصلا، فضلا عن
الترجيح.