الاصطلاح
قد مضى كثير من عمرهم في الجامعات الأمريكيّة و الأوروبيّة المضادّة بطبعها
للإسلام و المسلمين، فاللّازم على المسلم في هذا اليوم الالتفات إلى عمق هذه
الامور و رعاية أنظارهم و مقاصدهم.
و
ممّا يؤسّف عليه عدم الالتفات إلى ذلك من كثير ممّن لاقيناه و رأيناه في العديد من
البلدان الإسلاميّة، المفتقرة إلى الوحدة و الاتّحاد صونا لبلادهم من تجاوز
الأجانب و دسائس المشركين، و مع ذلك نرى أنّ خطيب صلاة الجمعة في مسجد النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله و في محضره يواجه الشيعة الإماميّة و يتّهمهم بالشرك و الخروج عن
دائرة الإسلام، مع أنّهم شاركوا الناس في الصلاة و لم يكن غرضهم إلّا الإتيان
بالحجّ أو العمرة المفردة اللّتين هما من العبادات الاجتماعيّة الإسلاميّة سيّما
الحجّ، عجبا من هذا الجهل و العناد و عدم التوجّه إلى ما يقولون، و إلى أنّ مثل
هذا الأمر غاية مراد المشركين المريدين للاختلاف الموجب لتحقّق السيادة لأعدائهم،
و قد شاعت هذه الجملة من الأعداء، فرّق تسد، نستعين باللّه عليهم و على مقاصدهم
السيّئة، و نعوذ باللّه من الشيطان الرجيم.