اسم الکتاب : المبسوط الحج و العمره المؤلف : القائني، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 342
ومثل
الأخبار الواردة في زوال الشمس؛ وما يعمل بالشمس في وصولها إلى دائرة نصف النهار؛
وما ورد في ذلك من الأعمال؛ فإنّه بمقتضى الكرويّة يكون ذلك من طلوع الشمس إلى
غروبها؛ لا اختصاص به بزمان معيّن؛ لأنّ دائرة نصف النهار بالنسبة إلى كلّ قوم
غيرها بالنسبة إلى آخرين [1].
مناقشة
كلام المحدّث البحراني
أقول:
لا مناص من بيان الخلل في كلامه قدس سره؛ لما أنّه قرن بين عقيدته وبين دلالة
الأدلّة السمعيّة والنقليّة من الروايات على ذلك.
ولمّا
كانت عقيدته قدس سره في نفي كرويّة الأرض وما رتّبه على ذلك من الامور واضحة
البطلان في هذه الأعصار فلئلّا يسري الريب- سيّما من ضعفاء العقيدة- إلى النصوص والروايات
والأئمّة الذين صدرت تلك النصوص عنهم كان الواجب بيان أنّ ما زعمه من تضمّن النصوص
لما ذهب إليه هو واعتقده من نفي الكرويّة وما رتّبه عليه لا أساس له؛ فأقول:
الذي
يظهر من كلامه أمران:
الأوّل:
نفي كرويّة الأرض؛ وعلى أساسه يكون دخول الشهر وطلوع الهلال في الآفاق المختلفة في
زمان ولحظة واحدة.
والثاني:
نفي الكرويّة للأرض؛ وعلى أساسه يكون دخول الأوقات اليوميّة وتحقّقها من طلوع
الشمس وزوالها وغروبها أيضاً في زمان واحد