إنّ
الظاهر من أدلّة التقيّة انقلاب الواقعي، فيسقط الحكم الواقعي ملاكاً وخطاباً، كما
يستفاد من قول أبي عبد اللَّه عليه السلام في صحيح ابن سالم في قول اللَّه-
عزّوجلّ-: «وَ يَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيّئَةَ»[1] قال: الحسنة: التقيّة، والسيّئة:
الإذاعة [2].
وقوله
عليه السلام: لا دين لمن لا تقيّة له [3]، إلى غير ذلك من التعبيرات المقتضية للانقلاب.
وما
يقال: من أنّ ظاهر أوامر التقيّة كونها ديناً، وهو مقتضٍ لبدليّة ما يوافق التقيّة
عن الواقع، فيكون في طول الواقع، فالإتيان بالواقع مجزئ مسقط للأمر [4]، فيكفي في فساده التأمّل في التعبيرات
الواردة في أدلّة التقيّة؛ فإنّ معنى كون عدم التقيّة سيّئةً: هو عدم المشروعيّة،
وبهذا البيان يظهر فساد ما ذهب إليه المحقّق النائيني قدس سره من الإنقلاب في خصوص
الأجزاء والشرائط المتّحدة مع العبادة [5]؛ فإنّ المستفاد من الروايات هو الانقلاب مطلقاً.