responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 376

الموطن الثاني: مرحلة نزول القرآن بواسطة جبرئيل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه و آله. وهذا الموطن غير قابل للتحريف أيضاً، بدليل العصمة التي يمتلكها جبرئيل عليه السلام بصفته واحداً من الملائكة.

الموطن الثالث: عرض الرسول صلى الله عليه و آله القرآن على الناس؛ بمعنى أنّ ما أنزله جبرئيل عليه السلام على قلب الرسول المبارك صلى الله عليه و آله فإنّ حضرته صلى الله عليه و آله عرضه نفسه للناس بلا أيّة زيادة ونقصان. ومن الواضح: أنّ القرآن في هذا الموطن لم يتعرّض للتحريف أيضاً، وجُمع ونُظِّم في زمن الرسول بصورة كتاب مدوّن، والكثير من الأفراد أودعوه حفظاً في أذهانهم، وقد نُقل ذلك القرآن في الأزمنة التالية بصورة متواترة إلى الأجيال التالية.

الموطن الرابع: وهو عبارة عن القرائين التي تحكي عن ذلك القرآن المتواتر، وبعبارة اخرى: القرائين المكتوبة إمّا المطبوعة أو الخطّية هي التي تحكي عن تلك الحقيقة، ومن البديهي فإنّ التحريف في اختلاف القراءة وأمثال ذلك قد وقع في هذا القسم، ومن الممكن في هذا الموطن الرابع حصول التحريف بالزيادة أو النقصان. والداخل في محلّ النزاع إنّما هو ذلك القرآن المحكي المتواتر الذي هو موجود في كلّ زمان بعنوان حقيقة وشي‌ء واحد، وبعنوان كلام الحقّ المنزل، وقد نطقت بذلك آية الحفظ الشريفة: «وَ إِنَّا لَهُ‌ و لَحفِظُونَ» [1]؛ فإنّ الضمير في كلمة «له» تعود إلى القرآن المنزل، وهو ليس أكثر من قرآن واحد وحقيقة واحدة، وبقيّة القرائين تحكي عنه، ولا شكّ من تعرّضها للتحريف.

وبناءً على ما بيّناه يتّضح بأنّ ما قاله بعض المحدثّين‌ [2] بأنّ المراد من آية الحفظ هو: أنّ اللَّه- تعالى- يحفظ كتابه في الموضع الذي ينزله فيه، مثلما كان محفوظاً في‌


[1] سورة الحجر 15: 9.

[2] فصل الخطاب: 336- 338.

اسم الکتاب : رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست