هذه
نماذج من آراء ونظريّات كبار علماء الإماميّة الأُصوليّين منهم والأخباريّين،
ويستفاد من مجموع هذه الكلمات أنّ القول بتحريف القرآن هو من الأباطيل التي
بطلانها من الضرورات والبديهيّات، وإذن ما أورد نفر قليل بعض من الروايات الضعيفة
في كتبهم أو أظهروا الميل إليها، فهي ليست معتبرة لدى الإماميّة. وكيف يمكن نسبة
القول بالتحريف إلى علماء الإماميّة؟ أليست هذه النسبة من الافتراءات الواضحة
والمسلّم حرمتها؟ كيف يمكن أن يسند التحريف لجماعة يعتبرون قوامهم العقائدي ودوام
أفكارهم مبنيّاً على القرآن العزيز؟!
النكتة
السادسة: الفرق بين القرآن وسائر الكتب السماويّة
أحد
الأسئلة المهمّة والرئيسيّة هو الفرق بين القرآن وسائر الكتب السماويّة. فلماذا
يدّعى عدم التحريف بشأن القرآن في حين بالنسبة لسائر الكتب تعتبر مسألة التحريف
أمراً مسلّماً وواضحاً؛ بحيث إنّ البعض [1] يستدلّ لإثبات تحريف القرآن عن هذا الطريق بأنّه من المسلّم وقوع
التحريف في الكتب السابقة، هذا من جهة، ومن جهة اخرى:
ورد
في روايات متواترة بين الشيعة والسنّة، بأنّ ما وقع في الامم السابقة يجب أن يقع
مثله في هذه الامّة، مثل هذه الرواية:
قال
رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: كلّ ما كان في الامم السالفة، فإنّه يكون في هذه
الامّة مثله حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذة
[2].
وبناءً
عليه فإنّه من اللازم وقوع التحريف في القرآن أيضاً.
والتقصّي
والتحقيق في مثل هذه الروايات، واستحصال النتائج بشأنها، لابدّ أن يبيّن ذلك في
بحث شبهات القائلين بالتحريف [3]. أمّا الذي نحن بصدده في هذه