المطالب
المتعلّقة بهذا البحث؛ لأنّ مثل هذا الأمر لا يكفيه كتاب واحد فقط، وإنّما يحتاج
إلى عدّة مجلّدات.
إنّ
الذي نحن بصدده هو مطالعة ومراجعة إجماليّة لبعض المطالب المهمّة لكي يتسنّى
تنقيح وتبيين ركن من أبعاد هذا البحث المهمّ، ونشير إلى نكات هامّة:
النكتة
الاولى: تحقيق لفظ «التحريف»
هذا
اللفظ هو مصدر من باب «التفعيل» ومشتقّ من «حَرْف»، وكلمة «حَرْف» في اللغة بمعنى:
طرف الشيء وشفيره وحدُّه وجانبه، وبناءً عليه فالتحريف يعني حرف الشيء وتغيير في
أطرافه وجوانبه. يقول اللَّه- تعالى- في القرآن:
«وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ»[1]؛ أي أنّهم يعبدونه على طرف واحد وعلى جانب واحد، وهذه كناية عن
أنّهم غير مستقرّين في دينهم، وأنّهم في اضطراب، كالذي يكون حينما تقع الحرب على
طرف من العسكر يراقب نهاية المعركة إذا ما انتصر الجيش يأتي ويأخذ الغنيمة وإلّا
فيفرّ [2].
هذا
اللفظ من ناحية اللغة يدلّ على مطلق التبديل والتغيير، ويمكن القول بأنّ لفظ
التحريف له ظهور في التحريف اللفظي، ولكن في القرآن الكريم وبسبب وجود القرينة له
ظهور ثانويّ في التحريف المعنوي؛ وذلك حينما يذمّ علماء اليهود ويقول: «يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِى»[3]؛ يعني يغيّرون قول الحقّ في التوراة
عن مواضعه ومعانيه ومقاصده الإلهيّة، ويحملون قول الحقّ على معانيه الظاهرة.
ووجود
لفظ «عن مواضعه» في الآية الشريفة يعتبر قرينة واضحة على أنّ