نحمد
اللَّه الذي منَّ علينا وجعلنا من المهتدين بكتابه، المعجزة الأبديّة الفريدة
لخاتم النبوّة، تلك النعمة الممدودة والمبسوطة دوماً، المحفوفة بالحقائق من الأزل
حتّى الأبد، وهي معجزة القرآن الكريم، والتي هي حقّاً تنبع منها كرامة الإنسان
ببركة نزوله من الكريم المطلق.
هذا
البحر اللّامتناهي والذي يحوي بين طيّات أمواجه العالية والواطئة أعظم رموز أسرار
الهداية، وأسهل سبل السعادة والنجاة، كتاب بقبسه ما زال وسيبقى دوماً هدىً للناس
وللمجتمعات البشريّة، ودليلًا لكلّ ضالٍّ وتائهٍ، كتاب هو دوماً نور وفي كلّ
المراحل إمام، وفي جميع الأحوال ذكر، وفي جميع أبعاد الإنسان والعالم تبيان واضح
ووضّاء.
ذلك
الكتاب الذي حافظه- حسب الوعد الإلهي- هو اللَّه تبارك وتعالى، الذي ليس في وعده
خُلْفٌ. إنَّ وعدَ اللَّه حقّ [1].